آخر تحديث :الأحد-26 يناير 2025-02:31ص

لنسرع الٱن قبل الغد

الخميس - 09 يناير 2025 - الساعة 01:13 م
عبدالجبار ثابت الشهابي

بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي
- ارشيف الكاتب


واضح الٱن أن العالم- باستثناء القلة- قد صار مقتنعا- بوضوح- بأن لا حل إزاء عدوانية الحوثيين على الشعب اليمني، وعلى إرادته، وعلى مصالح الدول، والتجارة الدولية في البحر الأحمر، وخليج عدن، والبحر العربي؛ سوى بإرغامهم (أي الحوثيين) على ترك أوهامهم الطائفية، السلالية، الباطلة، والتحول إلى حزب سياسي، مثله مثل كل الأحزاب، والتسليم لليمنيين بحقهم الشرعي، الدستوري في حكم أنفسهم، بعيدا عن هوس الإخضاع، والإذلال، وبما يلزم لذلك من تسليم السلاح للدولة، ودمج القوات مجددا في الجيش الوطني، وإنهاء حالة الملشنة التي يريدون تكريسها، وفرضها أسوة بالحالة اللبنانية.

لقد ٱن الأوان الٱن لتتحرك الدولة (الشرعية) لاستثمار الظروف المهيأة دوليا، استنادا إلى إرادة الشعب، وقناعة الإنسان اليمني الذي رفض منذ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م الخضوع للإرهاب والطغيان الإمامي، السلالي، وقدم في سبيل ذلك عشرات الٱلاف من الشهداء، والدماء الزكية رخيصة، مهراقة، مهرا للخلاص من نير الإمامية الظالمة، وللخروج إلى ٱفاق الحرية، والانعتاق من عهدهم المظلم؛ الذي جثم على صدور اليمتيين عشرات السنين، وأذاق الشعب صنوف القهر، والتجهيل، والمجاعات، فيما كانت دولتهم البائدة، والتي يريدون إحياءها مجددا تبيع القمح اليمني لعدد من الدول المجاورة بأرخص الأثمان؛لإرضاء جشع الإمام يحيى حميد الدين، وبعده ابنه أحمد؛ الذي أفتى (أي يحيى) دولته وأجهزتها بعدم مسؤوليتها عن موت عشرات الٱلاف من اليمنيين جوعا، في أكثر من مجاعة، والذين ملأت جثثهم الطرق والوديان والقرى في ظل هذا الموقف الإجرامي الذي لا يمت إلى الإسلام بصلة على الإطلاق.

وعليه؛ فقد أصبحت مليشيات الحوثة تمثل الٱن صداعا مبرحا، بل شوكة في حنجرة الملاحة الدولية، والاقتصاد العالمي، وحجر عثرة أمام عمل الشركات النفطية والغازية العالمية، وأصبح العالم اليوم غير قادر البتة على احتمال تطاول هذه المليشيات.

لذلك نقول بثقة إن الوقت قد حان للخروج من مختلف القيود الباقية، وتجاوز كل الكوابح، والانطلاق صوب التحرير، وتسديد ضربات ساحقة في مفاصل المشروع الحوثي، الإرهابي، الطائش.

نقول ذلك، لتبدأ الخطى الجادة، وحتى لانبقي في نفق المراوحة، فيما أهل الباطل يستميتون على الباطل، وعلى المواجهة، بل يدفعون الناس الٱن -قسرا- نحو المعسكرات، ومراكز التدريب العسكري، العقائدي، والتجنيد الإجباري، بل أنهم لم يدخروا جهدا، أو قدرة إلا ووجهوها مذ خرجوا على الإجماع، في محاولات دائمة لاختراق جبهاتنا المحصنة بالرجال..

لذلك نقول: لابد من الإسراع الٱن قبل الغد إلى كل ما من شأنه تعزيز القوات في الجبهات، ومطالبة كل الحلفاء والأصدقاء بتقديم الإسناد والدعم اللازم والسريع، وخصوصا في جانب الأسلحة والطائرات الحديثة، ولاسيما الطائرات المسيرة المجربة في حروب السنوات الأخيرة.

وتأسيسا عليه؛ فإن الواجب الذي لابد منه الٱن؛ سيظل ماثلا مالم تقف جميع دول المنطقة صفا واحدا لدحر المشروع الحوثي الصفوي في اليمن، ولاسيما بعد أن تجلت أهداف الحوثة العدوانية، فما لم يحدث ذلك، وتتكاتف القوى في مواجهة هذا الخطر؛فليعلم الجميع أن شره المستطير لن يستثني أحدا، وإن دول المنطقة كلها ستكون في مرماه، وفي قائمة أطماعه التي لن تنتهي..