آخر تحديث :الجمعة-17 يناير 2025-09:37ص
دولية وعالمية

مقاتلو المعارضة السورية يستولون على حماة في ضربة جديدة للأسد

الجمعة - 06 ديسمبر 2024 - 12:06 ص بتوقيت عدن
مقاتلو المعارضة السورية يستولون على حماة في ضربة جديدة للأسد
رويترز

استولى مقاتلو المعارضة السورية يوم الخميس على مدينة حماة، في انتصار كبير آخر لها بعد تقدمها المباغت في شمال سوريا وهو ما يمثل ضربة جديدة قوية للرئيس بشار الأسد وحليفتيه روسيا وإيران.


وبعدما ظلت المعارضة حبيسة لسنوات خلف خطوط مواجهة جامدة، شنت أسرع تقدم يحققه أي من الجانبين في ساحة المعركة منذ تحول انتفاضة ضد الأسد إلى حرب أهلية قبل 13 عاما.


ويمنح الاستيلاء على حماة المعارضة السيطرة على مدينة مركزية استراتيجية لم تتمكن من الاستيلاء عليها من قبل.


وقال الجيش السوري إنه يعيد انتشاره خارج المدينة لحماية أرواح المدنيين ومنع القتال في المدن بعد ما وصفه باشتباكات ضارية.


وظهر مقاتلو المعارضة على شاشات التلفزيون وهم يجوبون حماة حتى مساء يوم الخميس في استعراض للقوة على وقع أصوات الطلقات النارية التي تُطلق للاحتفال. وأظهرت لقطات أخرى معتقلين يخرجون من سجن المدينة بعد أن أطلق المعارضون المسلحون سراحهم.


وذكر المقاتلون أنهم يستعدون لمواصلة الزحف جنوبا نحو مدينة حمص، التي تشكل مفترق طرق كبيرا في سوريا يربط دمشق بالشمال والساحل.


وقالت غرفة عمليات قوات المعارضة في منشور على الإنترنت إن دوركم جاء، داعية سكان المدينة إلى الانتفاض في ثورة.


وبثت قناة الجزيرة ما قالت إنها لقطات لمقاتلي المعارضة داخل حماة، بعضهم يلتقون بمدنيين بالقرب من دوران بأحد الطرق في حين يستقل آخرون مركبات عسكرية ودراجات نارية.


وسيطرت قوات المعارضة على مدينة حلب الرئيسية في الشمال الأسبوع الماضي، وتحاول منذ ذلك الحين التقدم صوب الجنوب من شمال غرب سوريا. ويستعر القتال حول قرى على أطراف حماة منذ يومين. ولكن بمجرد دخول المعارضة المسلحة إلى المدينة انتهت المعركة في غضون ساعات.


ومن شأن سيطرة المعارضة على حماة أن تبث موجات من الصدمة في دمشق ومخاوف من استمرار زحف المعارضة إلى الجنوب.


وتسلط هزيمة الفصائل المسلحة الموالية للحكومة السورية في شمال سوريا خلال الأسبوع الماضي الضوء على المشاكل التي تواجه تحالف الأسد في الوقت الراهن، إذ ينصب تركيز روسيا على الحرب في أوكرانيا منذ عام 2022، كما تكبدت جماعة حزب الله اللبنانية، الحليف الرئيسي لإيران بالشرق الأوسط، خسائر فادحة في لبنان جراء الضربات الإسرائيلية على الجماعة في الشهرين الماضيين. وتعهد زعيم الجماعة الجديد نعيم قاسم، في بيان تلفزيوني، بالوقوف إلى جانب سوريا.


واعتمد الأسد بشكل كبير على الدعم الروسي والإيراني في السنوات التي كان فيها الصراع على أشده وفي استعادة معظم مناطق سوريا وجميع المدن الرئيسية قبل أن يستقر الوضع على جبهات الصراع في عام 2020.


* مدينة مهمة


أعلن أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام في سوريا سيطرة المعارضة بالكامل على حماة يوم الخميس، وأصدر بيانا مصورا يحذر فيه من تدخل أي قوة أخرى متحالفة مع إيران، مثل تحالف الحشد الشعبي في العراق.


وذكرت مصادر عراقية وسورية أن بعض المقاتلين العراقيين دخلوا سوريا في وقت سابق من هذا الأسبوع لدعم قوات الحكومة. وتجمعت قوات من الحشد الشعبي على الحدود مع سوريا قائلة إن هذا كان إجراء وقائيا بحتا تحسبا لامتداد الصراع إلى العراق.


وقال الجولاني “فكما نجح العراق والسيد محمد شياع السوداني (رئيس الوزراء) أن ينأى بنفسه عن الحرب بين إيران والمنطقة في الآونة الأخيرة.. نشد على يده أيضا أن ينأى بالعراق من أن يدخل في أتون حرب جديدة مع ما يجري في سوريا”.


تقع حماة على بعد أكثر من ثلث الطريق من حلب إلى دمشق ومن شأن السيطرة عليها أن تمنع أي محاولة سريعة من جانب الأسد وحلفائه لشن هجوم مضاد يبدد المكاسب التي حققتها قوات المعارضة الأسبوع الماضي.


كما أن تقدم قوات المعارضة نحو حمص، الواقعة على بعد 40 كيلومترا جنوبي حماة، سيؤدي إلى قطع الطريق بين دمشق والمنطقة الساحلية التي تعد معقلا للطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد وحيث يوجد لروسيا قاعدة بحرية وقاعدة جوية.


وقال جهاد اليازجي مؤسس ومحرر نشرة ذا سيريا ريبورت الاقتصادية “لا يستطيع الأسد الآن أن يتحمل خسارة أي شيء آخر. والمعركة الكبرى هي تلك القادمة ضد حمص. وإذا سقطت حمص، فإننا نتحدث عن تغيير محتمل للنظام”.


وحماة مهمة أيضا لبسط السيطرة على مدينتين أخريين تضمان أقليات دينية هما محردة التي يقطنها الكثير من المسيحيين، والسلمية التي يقطنها العديد من أبناء الطائفة الإسماعيلية وهي إحدى فرق الشيعة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن السلمية قبلت بسيطرة المعارضين المسلحين.


ورغم أنه لم يسبق لقوات المعارضة أن سيطرت على حماة في أثناء الحرب، فقد كانت تاريخيا مركزا للمعارضة ضد حكم عائلة الأسد.


ففي عام 1982 ثار نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين هناك، وشن الجيش هجوما مدمرا استمر ثلاثة أسابيع أسفر عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص.


وأشار الجولاني إلى تلك الحقبة الدموية في بيانه قائلا إن “الثوار” بدأوا في الدخول لمدينة حماة “لتطهير ذلك الجرح” الذي استمر في سوريا لمدة 40 عاما.


لكنه أضاف أن سيطرة المسلحين على حماة لن تنتقم لأحداث عام 1982.